شريف عبد الفهيم يكتب : عشرة أعوام ومستمرون
اليوم لا أعتبره يوما عادياً، فهو الذكرى التي نحتفل بها منذ عشر سنوات كاملة بميلاد ابن لنا، لم يولد طفلا كباقي الأطفال وإنما ولد عملاقاً كبيراً يقف على قدمين ثابتتين.
في هذا اليوم منذ عشر سنوات، تجمعنا لنعمل في هذا الإصدار الاقتصادي الجديد في وقت كان هناك إصدارات اقتصادية كبيرة لها أرضية وجمهور في الساحة الصحفية، ورغم خبرتي وقتها في شارع صاحبة الجلالة إلا أنني توقعت ألا يستمر هذا المولود أكثر من عاين أو ثلاثة بالكثير، فقد كان العالم وقتها يمر بأزمة اقتصادية كبيرة ضاعة فيها الكيانات الكبيرة وتلاشت الصغيرة.
أشفقت على الزميل ماجد علي من المغامرة التي يدخلها والصراع الذي سيخوضه مع أباطرة الصحافة الاقتصادية في مصر، وأخذ العام يمر وراء العام وفي كل عام تزداد »الأموال« رسوخاً وتشبثاً في الشارع الصحفي.
عصفت الأزمة الاقتصادية بكيانات صحفية كان لها رسوخ وقدم ثابتة في الأرض وظلت »الأموال« تصارع الأمواج، تتأثر أحياناً بالأزمة لكنها أبداً لا تسقط.
خاضت صراعات مع أباطرة الفساد وأسقطت مفسدين كثيرين ولم ترضخ أو تلين أمام تهديدات كبيرة لمؤسسها ورئيس تحريرها الأستاذ ماجد علي بالحبس والتشريد، لكنه أبداً لم يرضخ، تقوينا به وتقوى بنا، صارعنا الكثير من الملمات ووقفنا في وجه الكثير من الأحداث والعواصف، وفي كل مرة نخرج منها أقوى وأصلب.
اليوم تتم »الأموال« عامها العاشر وتتم ابنتي حبيبة عامها العاشر فقد ولدتا معاً، خرجتا للنور معاً، لكن الفرق بينهما ان الأموال ولدت كبيرة عفية قوية، كنا نحتمي فيها وتحمينا، تضمنا كبيت واحد وعائلة واحدة، وحبيبة ولدت طفلة ومازالت.
سقط منا في الطريق أفراد بدأوا معنا لكنهم لم يستمروا، البعض لظروف خاصة والبعض لأسباب صحية، لكن سيظل الجميع في القلب منا نتذكرهم كلما اجتمعنا نضحك على قفشاتهم وتحمسنا مواقفهم ومازلنا نلقاهم فنتذكر معهم الأيام الجميلة.
شكراً لـ«الأموال« فهي بحق تحمي ظهورنا عندما نستند عليها، شكراً أستاذ ماجد فهو بق الأخ الذي لم تلده أمهاتنا، شكراً لك من يعمل معنا منذ عشر سنوات، ومن تركنا في منتصف الطريق.
عشرة أعوام مضت وبإذن الله مستمرون.
