شريف عبدالفهيم يكتب : يا محليات يا

في فترة من فترات العصر الغابر قال أحد أساطين ذلك العصر يصف الفساد في المحليات بأنه وصل إلى الركب، وبعد عدة أعوام اكتشفنا جميعا أن هذا الشخص ومن أمامه كبيرهم ومن خلفه باقي الأساطين كانوا هم السبب الأول في استشراء الفساد ليس في المحليات فقط ولكن في مفاصل الدولة كلها، وقامت الثورة الشعبية في يناير ومن بعدها ثورة يونيو كتصحيح للمسار الذي حادت عنه ثورة يناير لمحاربة الفساد والقضاء عليه وبدأت أجهزة الدولة في محاربة كل أشكال الفساد في مصر من أقصاها إلى أقصاها، وتغير الكثير من الحال في الكثير من الهيئات والوزارات ومفاصل الدولة الكثيرة المترامية.

لكن يبدو أن ذلك لم يكن كافياً لاجتثاث الفساد في المحليات من جذوره، فكانت النار الكامنة تحت الرماد التي تنتظر اللحظة المناسبة لتخرج وتأكل ما يقف أمامها حتى تمتلئ الكروش التي لا تشبع ولا تمتلئ أبداً.

ففي أحد أحياء الجيزة تفتق ذهن أحد جهابذة الحي كي يخرج من أزمة صنعوها هم أنفسهم ولم يجدوا لها مخرجاً وذلك بعد أن ألقت إحدى سيارات نقل المخلفات التابعة لهم حمولتها على جانب أحد الشوارع فما كان من الناس إلا أن حذوا حذو الحي وبدأوا في إلقاء القمامة والمخلفات في الطريق العام ، ويوما بعد يوم أصبح الطريق شبه مغلق أمام السيارات والمارة وبدأت أزمة السيولة المرورية، فما كان من الحي إلا أن بدأ يرسل جرافاته ولوادره لإزالة المخلفات والقمامة من الطريق، وبعد أن وصل الأمر إلى أقصاه قرر الحي أن ينظف ذلك الرصيف من الشارع ويؤجره لأحد الأشخاص واضعا عليها لافتة تشير إلى تحويل الرصيف بطول الشارع إلى جراج للسيارات ووضعوا الحواجز التي أكلت أكثر من نصف الطريق وهو ما أدى إلى حدوث أزمات مرورية خانقة في هذا الطريق وخاصة في الفترة الصباحية التي يكثر فيها مرور أتوبيسات المدارس مما يؤدي إلى تعطل وتأخر الكثيرين عن مدارسهم وأعمالهم بسبب فكرة جهنمية خرج بها أحد الأشخاص كي يدر على الحي دخلا الله أعلم ثم السادة الذين وافقوا على هذا الأمر هل هذا المال يدخل ميزانية الحي أم يحول إلى الجمعيات الخيرية؟.. مجرد سؤال.