شريف عبد الفهيم يكتب : يا مدارس يا مدارس

كنا في أيام دراستنا نعلم جيدا يوم بدء العام الدراسي ويوم انتهائه، وكم شهراً ستكون الإجازة ومتى سوف نعود، وكنا نستمتع بكل لحظة من لحظات الإجازة الصيفية ما بين لعب وفسح ورياضة، ولم نكن نسمع عن شيء يسمى الدروس الخصوصية إلا نادراً وعلى استحياء، وكان من يلتحق بها الطلاب الذين لا يحضرون الدروس في الفصول حتى يعوضوا ما فاتهم من دروس وكان أغلبهم من أبناء الميسورين، الذين يأنفون من الذهاب إلى المدرسة فيلجأون إلى إحضار المدرسين إلى بيوتهم، وهم السبب الرئيسي في انتشار آفة الدروس الخصوصية بهذا الشكل البشع.

المهم أصبح الآن الوضع مختلفاً كلياً وجزئياً، فحجز المدرسين للدروس يبدأ في الوقت الذي يكون فيه الطلاب منشغلين في الامتحانات لتبدأ الدروس قبل بدء الدراسة الفعلي بأكثر من شهر، فالثانوية العامة بدأت السناتر في الدروس الخصوصية بها من بداية شهر أغسطس الماضي أي قبل الدراسة بحوالي شهرين، ولابد للطالب أن يكون حاجزاً للحصة قبل نهاية العام الدراسي الماضي وإلا فلا يمكن أن يحضر الدرس.

ولكن الوضع الغريب حقاً أن يكثف المدرسون حصص الدروس والعام الدراسي لم يبدأ بعد، فلقد فوجئت بابنتي الوسطى تطلب مني بعد أسبوع واحد فقط ثمن شهر كامل من حصص الدروس الخصوصية وعندما سألتها كيف يكون هذا ولم يمض على حضورك حصص الدرس إلا أسبوع واحد فأخبرتني أن المدرس كثف لهم الحصص واليوم تعتبر رابع حصة في الدرس.

تخيلوا يا حضرات القراء أربع حصص المفروض أن تؤخذ في شهر كامل أو على الأقل في أربعة أسابيع يعطيها المدرس للطلاب في تسعة أيام فقط بحجة التكثيف والعام الدراسي لم يبدأ بعد، فماذا سيفعل المدرسون عندما يبدأ العام الدراسي الجديد.

ثم أين الرقابة من وزارة التربية والتعليم على المدرسين في المدارس، هل يعقل أن يعطى مدرس موعداً لدرس في الموعد الرسمي للدراسة، هل هؤلاء المدرسون لا يوقعون في دفاتر الحضور والانصراف في مارسهم أم إنهم يوقعون ثم ينصرفون إلى دروسهم الخاصة، لو كانت الأولى فهي مصيبة فأين المدراء والموجهون والمراقبون في التفتيش على هؤلاء المدرسون، وإن كانت الثانية فالمصيبة أعظم فيعني ذلك أن المديرين متواطئون مع المدرسين في هذا الأمر وربما يقتسمون معهم الحصيلة أو على الأقل لهم نصيب من حصيلة ما يجنيه المدرسون من الدروس الخصوصية.