شريف عبدالفهيم يكتب : الجونة تاني مرة

منذ صغري وأنا أعشق مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وعندما عملت في الصحافة وتخصصت في الصحافة الفنية وأنا أتحمس لهذا المهرجان كأنه ابن من أبنائي، رغم فارق العمر بيننا، وكنت أتابعه كل عام حتى ولو من بعيد، وأسعد إذا حظي بالنجاح وأحزن لو حدثت فيه مشكلات، وأتذكر أنني كنت أول المهاجمين للفنانين الذين سافروا لحضور مهرجان دبي السينمائي في النسخة الأولى له وتركوا مهرجان القاهرة خالياً؛ إلا من بعض نجوم الصف الثاني، وكانت فضيحة كبيرة للدولة أمام العالم.

وعندما أعلن رجل الأعمال نجيب ساويرس العام الماضي إطلاق مهرجان الجونة السينمائي تخوفت كثيراً أن يؤثر على المهرجان الأول في مصر؛ مهرجان القاهرة السينمائي الدولى، وبت منتظراً انطلاق الدورة متوجساً من نتائجها، لكن جاءت كل تخوفاتي ضرباً من الخيال، حيث اختار ساويرس موعداً يبتعد كثيراً عن موعد انطلاق مهرجان القاهرة، كما اختار مكاناً يبتعد أيضاً كثيراً عن مكان انطلاق مهرجان القاهرة، حتى ولو كان ذلك المكان ملكاً لشقيقه سميح ساويرس، وهو ما يعني أن «زيتنا في دقيقنا» وأن الفائدة سوف تعم على الجميع، ولكن الأهم من كل ذلك أن الفائدة الأكبر كانت في صالح السياحة المصرية، حيث أثبت المهرجان للعالم أن مصر بلد آمن ولا يمكن أن يهتز تحت أي تأثير.

وجاء موعد انطلاق مهرجان الجونة السينمائي وتابعت فعالياته بشغف، وبغض النظر عن بعض الأخطاء الصغيرة التي لا تؤثر في نجاح المهرجان باعتبار أن تلك أول سنة له والأخطاء واردة، ونجح المهرجان بشكل جيد ولم يؤثر في مهرجان القاهرة السينمائي بالعكس كان دافعاً قويا للكثير من الفنانين لحضور فعاليات المهرجان.

ومنذ أيام عقد رجلا الأعمال نجيب وسميح ساويرس مؤتمراً صحفياً أعلنا فيه انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الجونة يوم 20 من الشهر الجاري كما تم إعلان الفعاليات الخاصة بالمهرجان وأسماء لجان التحكيم والأفلام والدول المشاركة في الفعاليات، بحضور عدد كبير من رجال الفن والإعلام والسياسة على رأسهم وزيرة السياحة رانيا المشاط التي اعتبرت أن المهرجان خير سفير للسياحة المصرية في الوقت الحالي ومحفز قوي لجلب السياح في تلك الفترة العصيبة التي تمر بها السياحة المصرية.

نتمنى النجاح للدورة الثانية من مهرجان الجونة وتجنب أخطاء العام الماضي ليكون في أبهى صورة.